شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة مساء أمس سلسلة من عمليات السطو المسلح والنهب، نُفذت تحت حماية جوية من طائرات الاحتلال الصهيوني.

أفاد مصدر أمني فلسطيني تحدث لوكالة "قدس برس"، نفذت مجموعة مسلحة مكوّنة من نحو 50 عنصراً ملثماً ومدججين ببنادق أميركية من طراز M-16، هجمات على مستودعات غذائية في مناطق عدة من مدينة غزة، مستغلين الغطاء الجوي الذي وفرته طائرات استطلاع صهيونية من نوع "كوادكوبتر" و"سكاي لارك".

 واستهدفت مستودعاً تابعاً لـ"مطابخ غزة العزة" الخيرية داخل فندق "المشتل" شمال غرب غزة، وهو مشروع تديره جمعية إنسانية بتمويل من رجل الأعمال بشار المصري ويخدم آلاف الأسر الفقيرة يومياً.

كما طالت الهجمات مستودعات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) في مخيم الشاطئ للاجئين، حيث يتم توزيع آلاف الوجبات بشكل يومي.

وأفاد المصدر ذاته بأن الهجمات شملت أيضاً مستودعاً صناعياً تابعاً لوكالة الأونروا، ومستودعات أخرى تعود لتجار ومؤسسات خاصة في حي الشيخ رضوان، كما شهدت أحياء تل الهوى والرمال في جنوب المدينة أعمال تخريب واسعة طالت أفراناً ومتاجر غذائية.

وأشار المصدر إلى أن الطائرات الصهيونية بدون طيار أطلقت النار وألقت قنابل تجاه كل من حاول التدخل لوقف عمليات النهب، مما يشير إلى تورط مباشر لقوات الاحتلال في حماية هذه المجموعات المسلحة.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه سكان غزة ظروفاً إنسانية كارثية بفعل الحصار المشدد وإغلاق المعابر منذ 2 مارس، ما أدى إلى توقف شبه تام في إيصال المساعدات الإنسانية الدولية، وسط نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية.

وقد أثارت هذه الاعتداءات سخطاً شعبياً واسعاً، حيث اعتبرها الأهالي امتداداً لسياسات الاحتلال الرامية إلى تجويع السكان وكسر إرادتهم.

 من جهتها، أصدرت عائلات فلسطينية، من بينها عائلة "الغلول"، بيانات تنديد، ودعت لحماية المرافق الحيوية مثل مستشفى "حمد للأطراف الصناعية"، مطالبة بتنظيم لجان شعبية لحراسة ما تبقى من البنية التحتية المدنية.

وتجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال كانت قد استأنفت هجماتها على غزة صباح 18 مارس 2025، رغم سريان اتفاق تهدئة دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير. (İLKHA)